الثلاثاء، 30 أبريل 2013

الالحاد وتلبسه بزي العلم - ديفيد برلنسكي Atheism & Scientific Pretensions - David Berlinski




المذيع: الكثير من الرجال والنساء يحسون بالغضب والأسى وبأنهم قد تم خداعهم وظلمهم من قبل العلماء التجريبيين. هم مغتاظون من العجرفة والغرور الدائم للعلماء المحتكرين للمجتمع العلمي الذي ينظر لهم بعين الاحتقار ويتحدث باسمهم
بالطبع لهم الحق في أن يشعروا بالغضب.. اشرح لنا هذا الاقتباس من كتابك وهم الشيطان ؟

ديفيد برلنسكي: يبدو لي بأن أي شخص يعيش في أمريكا أو أوروبا يرى وجود مجموعة علماء مسرورين يحتكرون العلم لصالحهم ويستمتعون بفرضهم علينا كيف نفكر وفي ماذا نفكر والمواقف التي يجب أن نتخذها وندافع عنها. وهذه المؤامرة في أوساط المختصين تنشر على شكل جرعات مدروسة ومتعمّدة تشبه حقن الطبيب عندما يحقنك وهكذا... لكن هذا المفهوم الثقافي والاجتماعي والايديولوجي سيصبح مع الوقت مثيرا للغضب. دائما ما نجد في عناوين الجرائد عنوانا رئيسيا يرد على المعارضين على هذا النحو: يقول العلماء كذا وكذا... وأنت تعلم ماذا بعدها فهذه ليست أقوالهم بل مايفرض عليهم من طرف مكتب العلاقات السياسي للمجتمع العلمي والأجهزة الاعلامية ويفرضون مايجب أن يقوله العلماء للعامة. وفي غضون يوم يغير العلماء مواقفهم ويمكنك مراجعة تاريخ الطب في آخر خمسين سنة. فتجد نجاحا يتضح بعد ذلك بأنه كذب وخداع.. لذلك هناك غضب شديد بسبب خداعهم من قبل المجتمع العلمي حتى أن الكثير من العلماء لايعلم عمّ يتحدث. بالطبع ليسوا كلهم لكن الكثير منهم... وأكثر ما يغيظ هو التبجح والعجرفة في أوساطهم

وفي هذا الكتاب نوع التبجح الذي تدحضه هو: العلماء يقولون كذا كذا واكتشفنا أنه لا وجود لله ونحن نقول هذا لأننا علماء

بالظبط

قلت كذلك في كتابك: كلمة النزعة المادية هي ما تمثل: روح العلم ومصدر تعاليه 
على الفكر الديني.. إلى غاية قولك: ماهو سبب نظر البعض إلى أن كل مافي الكون سيكتشفه العلم المادي. لايوجد سبب على الاطلاق؟! نرجو منك أن تشرح لنا هذا
حسب علمي العلم التجريبي يتحدث عما يمكن ادراكه من العالم المادي المجرد بالحواس الخمس ولايوجد سبب لنعتبره شاملا لكل الحقائق في العالم

بالطبع هي طريقة جيدة ولكنها جزئية فأنا أرفض فكرة أنه لايمكن ادراك العالم المادي إلا بالعلم التجريبي فهناك طرق عديدة ويجدر بالعلماء أن يعلموا هذا.. مثلا تطور جسم الانسان جزء من عالمنا المادي لكنه ليس بالضرورة تخصص مجموعة من العلماء يدرسونه بطريقتهم وحدها لأن هناك طرقا أخرى لادراك العالم المادي.. لكن المشكل هو مصطلح "النزعة الطبيعية أو المادية" فهو سطحي وتافه ولا يوجد أساس قوي لهذا المصطلح. كلنا يعلم بأن كوننا طبيعيين بأن نكون جيدين. ومثل وجود بعض السويديين عرايا على شواطئ العراة كما يروجون في أحد الأشرطة الوثائقية.. لكن ماذا يعني هذا المصطلح؟ ولماذا يركز الاعلام والدعاية عليها وكأن الطريقة الوحيدة للمعرفة علميا وفكريا هي النزعة المادية!؟ ورغم ذلك من المعلوم أن الرياضيات نموذج علمي واضح وليس له علاقة بالمادية على الاطلاق

حسنا سأحاول تلخيص ما تقوله: أنت تقول لنا ألا نستغرب عندما يقول أحد ما أنا عالم إذن أنا ملحد فليس هناك أية علاقة بين سبب الحاده وكونه عالما

أو بالأحرى يقصدون: أنا عالم إذن أنا متعاقد قانونيا متخصص في مجال ما. متخصص مثلا في الفيزياء الجزيئية.. لكن هل هو متخصص في وجود الله؟ بالطبع لا.. لذلك أنا كذلك أطالب بعدم تدخلهم في غير اختصاصاتهم وعدم اقحام معتقداتهم وقناعاتهم والتزاماتهم في العلم.. فهم يحرجون أنفسهم بهذا


فيروس دماغ الملحد Virus Brain of the Atheist