وجود الله ونفسية الملحد
الالحاد لا يعنى الاعتقاد فى عدم وجود الله . ذلك أنه لا ولم ولن يوجد على ظهر الأرض منذ بدأ الخليقة و إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها من يعتقد أنه لا خالق لهذا الوجود بل فضلا عن ذلك لا يوجد من هو على يقين بأنه لا حقيقة لقيام الساعة واليوم الآخر والبعث بعد الموت والحساب أمام الله و إن زعموا خلاف ذلك
والدليل قوله تعالى : وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر وما لهم بذلك من علم ان هم الا يظنون .فكيف بوجود الله ؟!قال تعالى : بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ.والمقصود من " ادَّارَكَ " أن علمهم إنما يدرك ويكمل يوم القيامة حيث لا ينفعهم ذلك ، كما قال تعالى : أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين .ولعل أدق تعبير عن ذلك هو ما عبر " برتراند راسل " عندما يقول : كفيلسوف لو أننى أتحدث إلى مستمعين من الفلاسفة فالأجدر بى أن أقول أننى يجب أن أصف نفسى بوصف " اللاأدْرِىِّ " Agnostic لأنى لا اعتقد انه يوجد هناك حجة قاطعة على أنه لا يوجد إله ...
Bertrand Russell, Collected Papers, vol. 11, p. 91وكذا يصف أحد الطرق وأصحها فى اثبات وجود الله وهى المستمدة من التصميم Argument from design بأنها : لا يعتريها خلل من جهة الصيغة المنطقية .
Has no formal logical defect
History of western philosophy , p.612ولذا وضع الملاحدة شعار :.
" من المحتمل أنه لا يوجد هناك إله لذا استمتع بحياتك ودع القلق " على الحافلات و هى الفكرة التى نالت استحسان " ريتشارد داوكنز " أحد منظرى الملحدين الشهيرين
قال تعالى : بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم فى أمر مريج .هذا ولقد كانت ولا زالت مسألة وجود خالق للكون محل جدل بين فريقين من العلماء والفلاسفة واللاهوتيين أو علماء الإلهيات فى الغرب وكل فريق يدلى بحجج تؤيد أو " تعارض " وجود خالق للكون و على الرغم من كون المسألة لا تحظى سوى نادرا بالدراسة العلمية ، فإنها تشكل موضوعا حيا للنقاش في أروقة الفسلفة , ففلسفة الأديان مكرسة تقريبا لدراسة هذه المسألة وهى أحد القضايا الفسلفية فى كتاب برتراند رسل " قضايا الفلسفة " وأحد أبواب الفلسفة الكبرى فى أى كتاب يتناول الفلسفة وأفرعها
ويرى كارل بوبر Karl Popper فى كتابه فلسفة العلم وكذا ستفين جاى جولد Stephen Jay Gould أن " فرضية " ، على حد وصفه ، وجود خالق فوق الطبيعة supernatural هى فرضية غير قابلة للتفنيد non-falsifiable ولذا هى خارج نطاق البحث العلمى التجريبى .والأدلة التى تقدم فى سياق الدلالة على وجود الخالق هى كالتالى
:1- الحجة المستمدة من مفهوم العلة الأولى cosmological argument ومفادها أن الكون به حوادث ولابد لها من مُحدِث ، ولامتناع حوادث لا أول لها لابد من وجود علة غير حادثة وهو ما يعرف بعلة العلل أو العلة الأولى والذى هو وفق هذه الحجة الاله الخالق لهذا الكون
.2- الحجة المستمدة من النظام والتصميم فى الكون Argument from design أو teleological argument والتى تقوم على وجود نظام بديع فى الطبيعة والكون وهو ما يعكس وجود حكمة أو هدف او تقدير وراء هذا النظام وهذا التعقيد ، وهى حكمة الخالق وتدبيره
.3- الحجة الأنتولوجية ontological argument ومفادها لمجرد ان العقل يتصور وجود للخالق لابد أن وجوده حقيقة
.4- الحجة المستمدة من الدرجة argument from degree ومفادها أنه لابد من وجود كائن يتمتع بجميع الصفات أو الخواص للدرجة القصوى
.5- الحجة المستمدة من اشكالية العلاقة بين العقل والجسد mind-body problem أو ثنائية العقل والجسم وأنها تفهم بطريقة مثلى فى اطار وجود الخالق
.6- الحجة المستمدة من وجود مفاهيم غير مادية وفى ذات الوقت ليست ثانوية او هامشية بل جوهرية كالاخلاق والجمال والتجارب الدينية والحب فهى حجة فى صف المثبتين لوجود الخالق على مناوئيهم من الماديين
.7- الحجة المستمدة من كون كل شىء فى الكون والطبيعة تم ضبطه بحيث يراعى : وجود الحياة على الأرض وأن أحد أصناف الاحياء ، وهو الآدمى , يتمتع بالعقلانية .وأنه يمكن للآدميين أن يوجدوا فقط فى ظل النموذج الكونى الحالى دون غيره من النماذج المحتملة anthropic argument وان حقائق جوهرية , كوجودنا , تفسر بطريقة مثلى بناءا على وجود إله خالق للكون .
8- الحجة الاخلاقية moral argument ومفادها أن وجود أخلاق بشكل موضوعى يعتمد على وجود إله وإلا لما كان للاخلاق طبيعة موضوعية بل ذاتية تختلف من شخص لآخر فما أراه حسن يراه غيرى قبيح والعكس
.9- الحجة transcendental argument ومفادها أنه فى غير وجود الله فإن المنطق والعلم والاخلاق لا معنى لهم لأنه بذلك فإن الفكر الذى أنتجهم هو فى حد ذاته نتيجة قوى عشوائية وبالتالى لا يمكننا أن نثق فى تفكيرنا ومن جملة ذلك حجج الملاحدة أنفسهم . أو لان أحكام المنطق المطلقة ثابتة لا تتغير وهى ليست نتيجة للعقل الآدمى لأن عقول الآدميين تتفاوت فيما بينها ولذا فهى نتيجة " عقل كونى " وهذا العقل الكونى هو الإله الخالق
.10- طريقة الفيلسوف البرجماتى ويليام جيمز will to believe doctrine ومفادها ان اعتناق الايمان بوجود الله يؤدى الى تفاعل أفضل مع الكون وأن الافكار لا يحكم عليها نظريا ولكن بعد تطبيقها عمليا
.11- أن الغالبية الساحقة من الناس على مر العصور يؤمنون بوجود خالق للكون
.12- ان الايمان بالله أمر بديهى وأننا بداخلنا ميل طبيعى للاعتقاد فى وجود الله وان السلام النفسى والطمئنينة القلبية تفتقر للايمان بالله
.13- الحجة المستمدة من ارسال الرسل الذين قامت الادلة على صدقهم واخلاصهم ورجاحة عقولهم .
Bertrand Russell, Collected Papers, vol. 11, p. 91وكذا يصف أحد الطرق وأصحها فى اثبات وجود الله وهى المستمدة من التصميم Argument from design بأنها : لا يعتريها خلل من جهة الصيغة المنطقية .
Has no formal logical defect
History of western philosophy , p.612ولذا وضع الملاحدة شعار :.
" من المحتمل أنه لا يوجد هناك إله لذا استمتع بحياتك ودع القلق " على الحافلات و هى الفكرة التى نالت استحسان " ريتشارد داوكنز " أحد منظرى الملحدين الشهيرين
قال تعالى : بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم فى أمر مريج .هذا ولقد كانت ولا زالت مسألة وجود خالق للكون محل جدل بين فريقين من العلماء والفلاسفة واللاهوتيين أو علماء الإلهيات فى الغرب وكل فريق يدلى بحجج تؤيد أو " تعارض " وجود خالق للكون و على الرغم من كون المسألة لا تحظى سوى نادرا بالدراسة العلمية ، فإنها تشكل موضوعا حيا للنقاش في أروقة الفسلفة , ففلسفة الأديان مكرسة تقريبا لدراسة هذه المسألة وهى أحد القضايا الفسلفية فى كتاب برتراند رسل " قضايا الفلسفة " وأحد أبواب الفلسفة الكبرى فى أى كتاب يتناول الفلسفة وأفرعها
ويرى كارل بوبر Karl Popper فى كتابه فلسفة العلم وكذا ستفين جاى جولد Stephen Jay Gould أن " فرضية " ، على حد وصفه ، وجود خالق فوق الطبيعة supernatural هى فرضية غير قابلة للتفنيد non-falsifiable ولذا هى خارج نطاق البحث العلمى التجريبى .والأدلة التى تقدم فى سياق الدلالة على وجود الخالق هى كالتالى
:1- الحجة المستمدة من مفهوم العلة الأولى cosmological argument ومفادها أن الكون به حوادث ولابد لها من مُحدِث ، ولامتناع حوادث لا أول لها لابد من وجود علة غير حادثة وهو ما يعرف بعلة العلل أو العلة الأولى والذى هو وفق هذه الحجة الاله الخالق لهذا الكون
.2- الحجة المستمدة من النظام والتصميم فى الكون Argument from design أو teleological argument والتى تقوم على وجود نظام بديع فى الطبيعة والكون وهو ما يعكس وجود حكمة أو هدف او تقدير وراء هذا النظام وهذا التعقيد ، وهى حكمة الخالق وتدبيره
.3- الحجة الأنتولوجية ontological argument ومفادها لمجرد ان العقل يتصور وجود للخالق لابد أن وجوده حقيقة
.4- الحجة المستمدة من الدرجة argument from degree ومفادها أنه لابد من وجود كائن يتمتع بجميع الصفات أو الخواص للدرجة القصوى
.5- الحجة المستمدة من اشكالية العلاقة بين العقل والجسد mind-body problem أو ثنائية العقل والجسم وأنها تفهم بطريقة مثلى فى اطار وجود الخالق
.6- الحجة المستمدة من وجود مفاهيم غير مادية وفى ذات الوقت ليست ثانوية او هامشية بل جوهرية كالاخلاق والجمال والتجارب الدينية والحب فهى حجة فى صف المثبتين لوجود الخالق على مناوئيهم من الماديين
.7- الحجة المستمدة من كون كل شىء فى الكون والطبيعة تم ضبطه بحيث يراعى : وجود الحياة على الأرض وأن أحد أصناف الاحياء ، وهو الآدمى , يتمتع بالعقلانية .وأنه يمكن للآدميين أن يوجدوا فقط فى ظل النموذج الكونى الحالى دون غيره من النماذج المحتملة anthropic argument وان حقائق جوهرية , كوجودنا , تفسر بطريقة مثلى بناءا على وجود إله خالق للكون .
8- الحجة الاخلاقية moral argument ومفادها أن وجود أخلاق بشكل موضوعى يعتمد على وجود إله وإلا لما كان للاخلاق طبيعة موضوعية بل ذاتية تختلف من شخص لآخر فما أراه حسن يراه غيرى قبيح والعكس
.9- الحجة transcendental argument ومفادها أنه فى غير وجود الله فإن المنطق والعلم والاخلاق لا معنى لهم لأنه بذلك فإن الفكر الذى أنتجهم هو فى حد ذاته نتيجة قوى عشوائية وبالتالى لا يمكننا أن نثق فى تفكيرنا ومن جملة ذلك حجج الملاحدة أنفسهم . أو لان أحكام المنطق المطلقة ثابتة لا تتغير وهى ليست نتيجة للعقل الآدمى لأن عقول الآدميين تتفاوت فيما بينها ولذا فهى نتيجة " عقل كونى " وهذا العقل الكونى هو الإله الخالق
.10- طريقة الفيلسوف البرجماتى ويليام جيمز will to believe doctrine ومفادها ان اعتناق الايمان بوجود الله يؤدى الى تفاعل أفضل مع الكون وأن الافكار لا يحكم عليها نظريا ولكن بعد تطبيقها عمليا
.11- أن الغالبية الساحقة من الناس على مر العصور يؤمنون بوجود خالق للكون
.12- ان الايمان بالله أمر بديهى وأننا بداخلنا ميل طبيعى للاعتقاد فى وجود الله وان السلام النفسى والطمئنينة القلبية تفتقر للايمان بالله
.13- الحجة المستمدة من ارسال الرسل الذين قامت الادلة على صدقهم واخلاصهم ورجاحة عقولهم .
أما الاعتراضات التى يدلى بها الملاحدة وأدلتهم على عدم وجود الله فأقل ما توصف به أنها هراء .
وقد أثرت أن أضرب عنها صفحا كى لا أضيع وقتى ووقت القارىء فى استعراض هراء وسخافات
ولعل أطرفها هى حجة الملاحدة الوجودية Atheist-Existential ist Argument حيث يقولون بما أن وجود الشىء سابق على أو أكثر جوهرية من ماهيته Existence precedes Essence فإنه يلزم من صفة " الوعى أو القدرة على الإدراك sentient " أن الكائن الواعى أو المدرك sentient being ليس كاملا . هكذا ! . وفى عبارة جان بول سارتر " الاله يفترض أنه " كائن لذاته being for itself " وفى ذات الوقت " كائن فى حد ذاته being in itself " وهو ما يمثل تناقضا فى الاصطلاح !!وانا وان كنت لا ازعم انى افهم ماذا يقصدون على وجه التحديد - واتمنى ان يوضح لى احد ـ فإنه من الواضح ان انكارهم لوجود الله هو نتيجة فرعوها على أصولهم الفاسدة حيث ان الكائن لذاته هو الانسان و الذى يعطى لنفسه ماهية اوطبيعة حيث انه فى الاصل لا ماهية له ولا طبيعة او هوية محددة ، بخلاف الجمادات مثلا التى ليست على وعى بذاتها ، و مشكلة الانسان تكمن فى كونه يسعى ان يكون شىء فى حد ذاته وهو ما يشبهه سارتر بالرغبة فى أن يكون إله وهذا غير ممكن وفقا لرأيهم لأن ذلك توق إلى أن يحقق الانسان السيطرة على مصيره وأن يجعل لنفسه هوية مطلقة وهو غير ممكن إلا من خلال تحقيق السيطرة الكاملة على الوجود بأكلمه . وخلاصة قولهم أنه لا يمكن ان يكون هناك وجود لله لأنه لا يمكن ان يكون هناك وجود لله !!نفسية الملحد وما يدعوه للإلحاد
الحيل الدفاعية Defense Mechanisms هى وسائل لخفض القلق والتوترات المصاحبة للأزمات النفسية على اختلاف أنواعها ومصادرها، فهي تخفف من وطأة العقبات المادية والمعنوية التي تعترض الفرد، كما تقيه من معرفة عيوبه ونقائصه ونياته الدفينة الذميمة، فتقيه من مشاعر النقص والذنب، ومن استصغار نفسه واتهامها، فهي تعمل بطريقة آلية لاتسبقها رويّة أو تفكير، كما لايمكن ضبطها بالإرادة، وأغلبها فطري لايكتسبه الفرد عن طريق الخبرة والتعلم. (الموسوعة العربية)ومن جملة هذه الحيل هى الإنكار Denial ويُعرّف بأنه أحد آليات الدفاع النفسى التى يواجه المرء فيها بحقائق تسبب له عدم الارتياح لدرجه لا يمكن معها أن يتقبلها فيقوم بنبذ هذه الحقائق بالرغم من توفر الأدلة القاطعة عليها
وأخرى هى التبرير Rationalization ويُعرّف بأنه عبارة عن اختلاق أعذار وأسباب تبدو للنظرة العابرة مقنعة ومنطقية ولكنها ليست الأسباب الحقيقية والدوافع الفعلية وراء السلوك وهي عبارة عن تبرير لسلوك الفرد الذى يعتقد هو في قرارة نفسه أنه خاطئ .وفى ضوء ما سبق يمكننا ان نفسر الكيفية التى تعمل بها الدوافع التى تدفع بالبعض ممن غلبت عليهم شقوتهم إلى الوقوع فى شَرَك الإلحاد فنعلم أولا أن الدوافع المفضية إلى الإلحاد تتلخص فى ثلاثة أمور :ففتنة الشهوات ورغبة الواحد منهم أن يتمتع بالشهوات المحرمة دون أى شىء ينغص عليه متعته تلك ومن ثم اللجوء الى محاولة التخفف من عبىء القلق بشأن الحساب والثواب والعقاب ومحاولة أن يقنع نفسه بأنه لا إله ولا حساب ولكن دونما طائل ثم دعوة غيرهم للتلذذ بمتع الحياة الدنيا دون التقيد بالأمر والنهى الإلهيين وطرح القلق بشأن الآخرة جانبا وشعارهم المذكور أبلغ دليل على ذلك
و الكبر والعنجهية واستنكافهم أن يكونوا عبادا لله والواحد منهم تجده يقول فى نفسه مقالة المنافقين " أنؤمن كما آمن السفهاء " وقد قال تعالى : سأصرف عن آياتى الذين يتكبرون فى الأرض بغير الحق . الآية
و فتنة الشبهات . فللملاحدة شبهات أثاروها حول وجود الله ضلوا بها وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل قال تعالى : أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا
فالآلية الاولى وهى الانكار تعمل عملها فى شكل انكار وجود الله والأخرى وهى التبرير تعمل عملها فى شكل قائمة الاعذار الواهية التى قد تبدو للبعض عقلانية ومنطقية لانكار وجود الخالق التى لا يكل الملحدون ولا يملون من تكرارها بمناسبة وبدون مناسبة مثل ما يسمونه " مشكلة الشر " و " الارادة الحرة " و " التنازع بين أهل الأديان "وإذا ما أضفنا أحد أقسام الإنكار والذى يعرف فى اللغة الإنجليزية بـ Minimization يمكن تفسير موقف اللاأدريين والذين قد يسلمون بوجود الإله لكنهم يقللون من أهمية هذه الحقيقة فيجعلون من وجوده وعدمه سواءا بالنسبة إلينا.
وقد أثرت أن أضرب عنها صفحا كى لا أضيع وقتى ووقت القارىء فى استعراض هراء وسخافات
ولعل أطرفها هى حجة الملاحدة الوجودية Atheist-Existential ist Argument حيث يقولون بما أن وجود الشىء سابق على أو أكثر جوهرية من ماهيته Existence precedes Essence فإنه يلزم من صفة " الوعى أو القدرة على الإدراك sentient " أن الكائن الواعى أو المدرك sentient being ليس كاملا . هكذا ! . وفى عبارة جان بول سارتر " الاله يفترض أنه " كائن لذاته being for itself " وفى ذات الوقت " كائن فى حد ذاته being in itself " وهو ما يمثل تناقضا فى الاصطلاح !!وانا وان كنت لا ازعم انى افهم ماذا يقصدون على وجه التحديد - واتمنى ان يوضح لى احد ـ فإنه من الواضح ان انكارهم لوجود الله هو نتيجة فرعوها على أصولهم الفاسدة حيث ان الكائن لذاته هو الانسان و الذى يعطى لنفسه ماهية اوطبيعة حيث انه فى الاصل لا ماهية له ولا طبيعة او هوية محددة ، بخلاف الجمادات مثلا التى ليست على وعى بذاتها ، و مشكلة الانسان تكمن فى كونه يسعى ان يكون شىء فى حد ذاته وهو ما يشبهه سارتر بالرغبة فى أن يكون إله وهذا غير ممكن وفقا لرأيهم لأن ذلك توق إلى أن يحقق الانسان السيطرة على مصيره وأن يجعل لنفسه هوية مطلقة وهو غير ممكن إلا من خلال تحقيق السيطرة الكاملة على الوجود بأكلمه . وخلاصة قولهم أنه لا يمكن ان يكون هناك وجود لله لأنه لا يمكن ان يكون هناك وجود لله !!نفسية الملحد وما يدعوه للإلحاد
الحيل الدفاعية Defense Mechanisms هى وسائل لخفض القلق والتوترات المصاحبة للأزمات النفسية على اختلاف أنواعها ومصادرها، فهي تخفف من وطأة العقبات المادية والمعنوية التي تعترض الفرد، كما تقيه من معرفة عيوبه ونقائصه ونياته الدفينة الذميمة، فتقيه من مشاعر النقص والذنب، ومن استصغار نفسه واتهامها، فهي تعمل بطريقة آلية لاتسبقها رويّة أو تفكير، كما لايمكن ضبطها بالإرادة، وأغلبها فطري لايكتسبه الفرد عن طريق الخبرة والتعلم. (الموسوعة العربية)ومن جملة هذه الحيل هى الإنكار Denial ويُعرّف بأنه أحد آليات الدفاع النفسى التى يواجه المرء فيها بحقائق تسبب له عدم الارتياح لدرجه لا يمكن معها أن يتقبلها فيقوم بنبذ هذه الحقائق بالرغم من توفر الأدلة القاطعة عليها
وأخرى هى التبرير Rationalization ويُعرّف بأنه عبارة عن اختلاق أعذار وأسباب تبدو للنظرة العابرة مقنعة ومنطقية ولكنها ليست الأسباب الحقيقية والدوافع الفعلية وراء السلوك وهي عبارة عن تبرير لسلوك الفرد الذى يعتقد هو في قرارة نفسه أنه خاطئ .وفى ضوء ما سبق يمكننا ان نفسر الكيفية التى تعمل بها الدوافع التى تدفع بالبعض ممن غلبت عليهم شقوتهم إلى الوقوع فى شَرَك الإلحاد فنعلم أولا أن الدوافع المفضية إلى الإلحاد تتلخص فى ثلاثة أمور :ففتنة الشهوات ورغبة الواحد منهم أن يتمتع بالشهوات المحرمة دون أى شىء ينغص عليه متعته تلك ومن ثم اللجوء الى محاولة التخفف من عبىء القلق بشأن الحساب والثواب والعقاب ومحاولة أن يقنع نفسه بأنه لا إله ولا حساب ولكن دونما طائل ثم دعوة غيرهم للتلذذ بمتع الحياة الدنيا دون التقيد بالأمر والنهى الإلهيين وطرح القلق بشأن الآخرة جانبا وشعارهم المذكور أبلغ دليل على ذلك
و الكبر والعنجهية واستنكافهم أن يكونوا عبادا لله والواحد منهم تجده يقول فى نفسه مقالة المنافقين " أنؤمن كما آمن السفهاء " وقد قال تعالى : سأصرف عن آياتى الذين يتكبرون فى الأرض بغير الحق . الآية
و فتنة الشبهات . فللملاحدة شبهات أثاروها حول وجود الله ضلوا بها وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل قال تعالى : أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا
فالآلية الاولى وهى الانكار تعمل عملها فى شكل انكار وجود الله والأخرى وهى التبرير تعمل عملها فى شكل قائمة الاعذار الواهية التى قد تبدو للبعض عقلانية ومنطقية لانكار وجود الخالق التى لا يكل الملحدون ولا يملون من تكرارها بمناسبة وبدون مناسبة مثل ما يسمونه " مشكلة الشر " و " الارادة الحرة " و " التنازع بين أهل الأديان "وإذا ما أضفنا أحد أقسام الإنكار والذى يعرف فى اللغة الإنجليزية بـ Minimization يمكن تفسير موقف اللاأدريين والذين قد يسلمون بوجود الإله لكنهم يقللون من أهمية هذه الحقيقة فيجعلون من وجوده وعدمه سواءا بالنسبة إلينا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق